السؤال
أنا شاب في مقتبل العمر، تعرفت على فتاة بالصدفة، وبعد التعرف وجدت الأفكار متطابقة بنسبة كبيرة، أي: هناك توافق فكري، كذلك توافق في المستوى العلمي، وهي فتاة تخاف الله، وغير ذلك من الأمور الضرورية، ومحتشمة، أخلاقها طيبة.
مشكلتي: أني تعلقت بها عاطفيًا، لكني لم أصل لمرحلة صعبة، وأرى في مجتمعي القليل من هذا النوع من الفتيات.
المشكلة: أني قبل أن أراها ينتابني شعور غريب من شرود ذهني، وتفكير عميق حولها؛ خصوصًا في المستقبل، لكن في المرة الأخيرة عندما التقيت بها؛ شعرت بخوف شديد من جانبها، وأردت الهرب وعدم التحدث معها مرة أخرى، لا أعرف لماذا! هل هو رهاب عاطفي، أم أنه خوف من الزواج، أم ماذا؟ فهل أطلبها للزواج أم لا؟ وهل يمكن أن يقوى الحب والمودة بيننا بعد الزواج؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
إن الشاب المسلم إذا وجد الفتاة التي تناسبه، عليه أن يسارع للمجيء للبيوت من أبوابها، ونتمنى أن تخبر أهلك وتطلب منهم أن يطلبوها لك، ونتمنى أن تقوم الوالدة أو الأخوات بالتعرف على الفتاة، ومن حقكم أن تسالوا عنهم، ومن حقهم أن يسألوا عنكم.
واعلم أن مشوار الحياة الزوجية طويل، والأمر ليس مجرد علاقة بين شاب وفتاة، لكنه لقاء بين بيتين وأسرتين، وربما قبيلتين، وسوف يكون ها هنا أعمام وعمات، وفي الطرف الآخر أخوال وخالات، ويحصل تعارف وتواصل وعلاقات.
ومن هنا تتجلى أهمية التقيد بالضوابط الشرعية، والاهتمام بالعادات والأعراف المرعية، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
ولا يخفى على أمثالك أن خلوة الرجل بالمرأة محرمة، وأن الشيطان هو الثالث، كما أن العلاقة التي ليس لها غطاء من الشرع مرفوضة، بل هي معصية، وللمعاصي شؤمها وثمارها المرة، بل هي سبب للضيق في الصدر، كما قال ابن عباس رضى الله عنه: (إن للمعصية ظلمة في الوجه وضيق في الصدر وبغضة في قلوب الخلق وتقتير في الرزق).
واحمد الله أن المشاعر العاطفية لم تتمدد، فالعواطف عواصف إلا إذا حكمها المسلم بقواعد الشرع الحنيف، وعليه: فنحن ندعوك إلى إيقاف العلاقة حتى يتم وضعها في طريقها الصحيح، ولا تنزعج مما حصل، فلعل فيه الخير والفرار من المعصية مطلب، والخوف من أثرها وثمارها آلمك، مما يسبب العصمة بعد توفيق الله وحفظه.
وهذا الخوف الذى يحصل معك، إما أن تكون له أسباب؛ فسوف يزول بزوالها، وإما أن يكون بلا أسباب ظاهرة، فقد يحتاج الأمر إلى رقية شرعية.
ونكرر الدعوة لك بالالتزام بأحكام الشرع في كل أمورك، وثق بأن الأمن الكامل منحه الله للموحدين، كما أن الطمأنينة عطية الله للذاكرين، قال ربنا العظيم: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.