السؤال
أنا امرأة عمري 38 سنة، متزوجة منذ 10 سنوات من رجل أخذته بعد قصة حب، وهو من بلد عربي شقيق، وفي هذه المرحلة من حياتي لا أشعر بالرضى عن حياتي، ولا عن وظيفتي أو زوجي أو أولادي، أشعر أنّ كلّ شيءٍ ضدي، أريد التخلص من زوجي الذي يقول: لا يربطنا ببعض سوى الأطفال، وطبعاً الفلوس التي يأخذها مني.
أريد التخلص من الأطفال رغم خوفي عليهم، إلا أنّني أصبحت لا أريدهم، وأشعر أنّ قراراتي كلها خطأ في خطأ، وكذلك الحياة التي أحياها، فزوجي لا يفكر إلا في نفسه وأهله، وكيف يجمع الفلوس، ويحاسبني لو اشتريت لأطفالي ملابس غاليةً، أو ألعاباً، أو طعاماً، وجوابه دائماً (لا) على كل شيء، حتى لا توجد علاقة حميمة إلا بعد أن يأخذ الفلوس التي يحتاجها.
بدأت معه حياتي بدون كذب، وكل عيوبي كانت واضحة أمامه، أخبرته بما أعرف وبما لا أعرف، وكان سعيدًا جدًا، والآن لا يعجبه شيء، رغم كل التنازلات التي أقدمها لأرضيَه، وعندما رأيت أن لا شيء يرضيه؛ لم أعد أخاف على مشاعره، وأصبحت أقول له كل شيء لا يعجبني فيه، من تصرفات وصفات في وجهه.
أريد الطلاق، ولكن أهلي يقولون: تحملي من أجل الأطفال، ولكني لا أستطيع، فماذا أفعل؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
فإننا نرحب بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك، ويصلح الأطفال، وأن يقدر لك الخير، ويحقق الآمال، وأن يعيننا جميعاً على طاعة الكبير المتعال، واهب النّعم والأفضال.
لانؤيد فكرة الطلاق رغم تقديرنا للمعاناة، ويؤسفنا أن نقول: إن بناتنا الطيبات يدللن الأزواج، ويقمن بالبذل والإنفاق، ويقدمنَ التضحيات، ثم يتوقفنّ فجأة، ويدركهنَّ الإحباط، فتأتي المشكلات من الرجال، فينسى واجباته، بل يرفض مجرد مطالبته بها.
ومن هنا فنحن ندعوك إلى إعادة ترتيب الأوضاع، ولكن بالتدرج، ونتمنى أن تتريثي في هذا الأمر، فتعوذي بالله من شيطان يريد أن يشوش عليك، ويدخل عليك الأحزان ويجلب لك التوتر والاكتئاب، فاشغلي نفسك بالطاعات، وحافظي على أموالك، وأحسني الاعتذار إذا طُلب منك، والزمي تقوى الله، وأكثري من الدعاء، وعليك بالصبر فإنّ فيه الأجر ولأهله العاقبة.