السؤال
أنا طالب في الطور الثانوي، لدي صديق تعرفت عليه في الطور المتوسط، أصبح صديقي، لكن في الأوقات الأخيرة من التعليم الثانوي أصبح يكرهني، ودائمًا يتهرب مني، ربما لكثرة غيرتي عليه، ولا أتحمل أن أراه مع شخص آخر، وأصبح لا يطيقني.
قمت بكل شيء لكي أسترد صداقتنا، لكن كل شيء باء بالفشل. أنا أحب صديقي أكثر من نفسي ومن والدي، وهو أيضًا كان يحبني، لكنه تغير، والآن أريد أن أسترده بأي ثمن.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فإن المحبة التي تستحق أن يسعى الإنسان في المحافظة عليها هي ما كانت لله وفي الله وبالله وعلى مراد الله، وكل صداقة أو محبة لا تقوم على الإيمان والتقوى تنقلب على أهلها، قال تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} فهل صداقتك وأخوتك مع الزميل المذكور تقوم على ما ذكرنا ويحصل فيها التناصح والتواصي بالحق وبالصبر، أم هي صداقة تقوم على الأشكال والمظاهر والقشور؟ نسأل الله أن يعينك على فهم هذه الأمور، وعلى تأسيس محبة تقربك من ربنا الكريم الغفور، وتجلب لك السعادة والفلاح والسرور.
وأرجو أن تعلم أنه لا مانع من إبقاء شعرة العلاقة مع الزميل المذكور، وننصحك بالبحث عن أصدقاء آخرين، واحرص على أن تكون العلاقات والصداقات مع المطيعين لله الراغبين في رضاه؛ فإن ربنا العظيم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا} والصديق الصالح والحبيب الناصح نعمة من الله، قال الفاروق عمر رضي الله عنه: (ما أعطي الإنسان بعد الإيمان أفضل من صديق حسن يذكره بالله إن نسي، ويعينه على طاعة الله إن ذكر) وكان يقول لابنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من خاف الله) ولا شك أن الصديق الصالح والحبيب التقي الناصح كنز ينبغي المحافظة عليه، أما صديق السوء فهو كنافخ الكير لا يسلم المجالس من شرره ولا من نتن كيره، وأنت أعلم بحال الصديق المذكور، ونسأل الله أن يصلحكم جميعًا، وأن يحفظكم، وأن يلهمكم السداد والرشاد والطاعة لرب العباد، ونسعد بتواصلكم مع موقعكم، ونكرر الترحيب بكم.