السؤال
أحببت فتاة عبر الإنترنت، وتحادثنا بالصوت، وتقربنا أكثر من بعضنا، وتبادلنا كلمات الحب، علمًا أن الفتاة هي التي بدأت بالحديث معي، لأننا كنا نشارك في أحد مواقع التواصل، فوجدتني وأضافتني، ولم أكن أريد إضافتها، ولكني أضفتها.
هي بنت محترمة، وبصراحة دائمًا أفكر بها، وأمنيتي أن تكون زوجة لي، ولكن هذا أشبه بالمستحيل،
بدأت بالحديث التدريجي، ثم الصوت والصورة، وأعلم أن ما ارتكبته خطأ، ولا أرضاه، إلا أني أحببتها، وصارحتها، فتقبلت هي الموضوع، ولم تنم هي ولا أنا.
المهم أنه بعد مضي فترة من الحب، تركتني وغابت، وغبت لظروف دراسية، علمًا أن عمري 19 سنة، وهي 22، لم تعد تبادلني نفس الشعور، ولكن بادلتني الشعور كصديق، وأكدت لي أن أبقى صديقًا لها ولا أتركها، رغم علمها بحبي لها.
غبت مرة أخرى، وموضوع الحب لا يزال مسيطرًا علي، الغياب هذا من أجل النسيان، ولكن لا فائدة، حديثنا كان طويلًا، أرسلت لها رسالة، وصارحتها مرة أخرى، وقلت لها سأنسى الموضوع؛ طبعًا كانت رسالة في عدة أشياء ثانية، ومدح لها، وبالآخر، فطلبت مني الإضافة كصديق مرة أخرى على موقع التواصل، فأضفتها ولم أحادثها.
وبصراحة أنا لا أريد أن أكذب على حالي، فأنا أريدها، وقلت لها: إني سأنسى لكي ترتاح لا أكثر، وأنا أيضًا، لكن والله أني جربت كثيرًا أن أنسى ولم أنس، هذا الحب استمر أكثر من سنتين وأنا أعاني، أعلم أني أحببتها بالمراهقة وبسن صغير، وأنا الآن أريد حلاً ما يثبت أني أريدها أو نفسي تريدها، علمًا أنها قالت لي بفترة الغياب: إنها خطبت، فصمت قليلًا ولم أتكلم، ثم قلت لها (مبارك) وأنا منصدم، بعدها قالت لي: إنها فسخت الخطبة لسبب شخصي، لأنها لم تجد الذي تقدم لها مناسبًا، نفسي تقول: الحمد لله أنها فسخت، هذا كله من التعلق.
إخواني: خلاصة القول: أني تعبت من هذا الموضوع وأريد حلاً، نفسي تريد البنت، وأنا أحببتها حبًا صادقًا، ولم يكن في بالي إلا أن تكون زوجة بالمستقبل عندما أنهي الدراسة، لأني بصراحة وجدت فيها كل ما أريد، وبنفس الوقت لا أريد أن أؤخر نصيبها أو أقطعه -لا سمح الله-، فربما لم تكتب لي!
ماذا أفعل؟ وكيف أنسى؟ حذفها من مواقع التواصل سيكون صعبًا، ستغضب، لأنها تعاملني كصديق، والمحادثات ليست كثيرة، فما الحل؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فإن تواصلك معها بالطريقة المذكورة فيه ضرر للطرفين، والأهم من ذلك أنه مخالف لقواعد الدين، فتب إلى ربك، واجتهد في طي هذه الصفحة حتى تتهيأ للزواج، أو أعلن العلاقة، وأشرك أهلك وأهلها، فإما أن تتقدم أو تنسحب وتتأخر، وتقطع كل علاقة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد والطاعة لرب العباد.
مضى في كلامك أنك تعرف أن ما يحصل خطأ، ونحن نحذرك من الاستمرار على الخطأ، ونذكرك بقول الله: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، ونقترح عليك أن تخبرها أن كل شيء سوف ينتهى، وإن كان هناك نصيب؛ فسوف يحصل الخير، ووضح لها أنك سألت وعلمت أن هذا التواصل لا يجوز، وأن فيه الضرر للطرفين، ثم انج بنفسك، وكن سببًا في نجاتها، واعلم أن العلاقات العاطفية الخارجة عن الأطر الشرعية؛ خصم على السعادة الأسرية المستقبلية.
ولا شك أن الأمر لا يخلو من الصعوبة، ولكن الأصعب هو الاستمرار على المخالفة، فاتخذ قرارك بشجاعة.
وهذه وصيتنا لك بما يلي:
تقوى الله ومراقبته.
كثرة اللجوء إلى الله.
تجنب إقامة علاقات عاطفية خارج الأطر الشرعية.
عدم الدخول في أي علاقة إلا بعلم أهلك، وبعد المجيء لدار الفتاة من الباب.
اعلم أن مشوار الحياة الزوجية طويل، وهو مليء بالأتراح إلى جوار الأفراح، ولا صمود أمام الصعاب إلا للأسر التي قامت على أسس صحيحة.
هناك إشكال في كون الفتاة أكبر منك.
الفتاة تريدها مجرد صداقة، وليس في الإسلام صداقة بين ذكر وأنثى إلا في إطار المحرمية أو العلاقة الزوجية.
الزواج يحتاج إلى تهيئة واستعداد مادي.
الخطاب يطرقون باب الفتاة، ولن تنتظرك غالبًا.
نتمنى أن تجعل تركيزك على الدراسة حتى يتحقق لك التفوق.
تواصل مع موقعك، وأشرك الخبراء في قراراتك، فإن من يشاور يضيف عقول الآخرين إلى عقله، ووعيهم إلى نضجه.
تسلح بالصبر، واعلم بأن العاقبة لأهله.
وفقك الله، وسدد خطاك، وحفظك وتولاك.