السؤال
جزاكم الله عنا خيرًا، موقعكم متميز جدًا، ومفيد، جعل الله ما تقدمونه في ميزان حسناتكم، وأتمنى لكم المزيد من التوفيق.
حكايتي بدأت وأنا في عمر 17 سنة، كنت أحب ابن جارنا وهو كان يبادلني نفس الشعور، لكن لم نكن نعرف إلى أن قرر أن يبوح لي بحبه ورغبته بالزواج بي، وكان عن طريق ابنة عمه، هو يكبرني بأربع سنين، لم يكن مؤهلًا للزواج بعد، لأنه كان يدرس، وأنا أيضًا، لكنه فعل هذا لكي أنتظره، وأنا قبلت، وبدأنا نتحدث عبر الفيسبوك فقط، لم نكن نلتقي أو ما شابه، أخبرته أنه يجب أن أعلم والدي، وهو كذلك يجب أن يعلمهما، أخبرت أمي وأبي، وهو أخبر والديه أنه يريدني، وأنا أريده، وافق والدي، وكذلك والداه، وبعد موافقتهما استمرينا في الحديث مع بعضنا، وأحببنا بعضنا البعض، يزيد يومًا عن يوم، لكن سرعان ما تغيرت الأوضاع إلى أن بلغت من العمر 20 سنة، جاءت عائلته للخطبة، أمه لم تحضر، فقط جدته حضرت يوم الخطبة، أعطت شروطًا تعجيزية، وكأنها تقول: لا نريد الفتاة، مع العلم أني أنا وهو كنا متفقين على أمور تخصنا، وهي أنني لا أشتغل، وأعيش مع بيت أهله إلى أن يفرجها الله، لكن بشروطها التعجيزية مثلًا: قالت: الفتاة حينما تنخطب عندنا لا تقف قرب النافذة …الخ.
بعدها أمي رفضت وأخبرت أبي ورفض، ومن يومها ونحن في مشاكل، أصبح الكل ضد علاقتنا، العائلة، الأصدقاء يقومون بالفتنة، وبالرغم من كل هذا، ما زلنا شديدي التعلق ببعضنا البعض، أصبح الجميع يود أن يفرقنا، أمي ينقلون لها أخبارًا كاذبة، الأصدقاء، والبنات، منهم صديقاتي يتكلمن معه ليفرقن بيننا، وأصدقاؤه لا يريدون أن نكمل مع بعض.
هو تخرج، والآن يشتغل، وأنا هذا العام سأتخرج، ووالداي يرفضانه رفضًا قطعيًا، ونحن نحب بعضنا حبًا شديدًا، قال لي: أقنعيهم، ولا أدري كيف أقنعهم.
أرجو أن تدلوني، وشكرًا.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
لا شك أن كلام جدة الشاب ترك آثارًا سالبة، رغم أنه لا ذنب لك ولا للشاب في الذي حصل، ونعتقد أن إصلاح الخلل يبدأ بتصحيح ما حصل، فهل يمكن أن تقوم والدته بالاعتذار؟ وهل هناك أسباب أخرى، أو شروط كانت لها علاقة بالتوترات الحاصلة؟ وعليه: فإن التصحيح يبدأ بإزالة أسباب الأزمة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
ونحن ننصحك بأن تنظري في الموضوع بطريقة شاملة، لأن مشوار الحياة الزوجية طويل، ولا يخلو من الأتراح مع الأفراح، ولا صمود إلا للحياة التي تقوم على قواعد راسخة، وقناعات متأصلة في النفوس، ونأمل أن تعطوا العقل مجالًا، لأن العواطف قد تعمي عن بعض الجوانب.
كما نرجو أن تنجحوا في إيقاف النمامين والنمامات، لأن النمام يفسد في الساعة أكثر مما يفعله الساحر في السنة، وننصحكم بالتواصل مع الإيجابين في الطرفين، والحرص على إبراز الإيجابيات، ونأمل أن يفهم الجميع أن القرار أولًا وأخيرًا للشاب وللفتاة.
وهذه وصيتنا لكما بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن يظهر الشاب مزيدًا من التمسك بك، وأن يسعى في تصحيح ما حصل من جدته، وعليه أيضًا أن يقترب من محارمك، ويطلب مساعدتهم، فالرجال أقدر على وضع ما حصل في إطاره، وإعطاء المشكلة حجمها، كما أن في تواصله مع أهلك ما يجلب الأمن عليك والثقة بأنه قادر على إكرامك، حتى لو حصلت مواقف سلبية من بعض أهله.
ونتمنى أن تتوقف العلاقة بينكما حتى توضع في إطارها الشرعي، ولا ننصح بالاستمرار في التواصل دون علم الأهل، ودون وجود غطاء شرعي، لأن تعمق المشاعر العاطفية مع صعوبة الإكمال متعب لك وله.
واعلمي أن علم الأهل من الطرفين باستمرار التواصل، مما يزيد روح العناد، وأنتم بحاجة إلى إزالة الإشكالات حتى يحصل التفكير الهادئ الرشيد.
ونتمنى أن يستمر تواصلك مع موقعك، وحبذا لو قمت بطرح كافة العوائق، وتوضيح أسباب غياب والدته، بالإضافة إلى ما فهمه أهلك من كلام جدته، وكذلك كل ما يمكن أن يساعدنا في تصور الأمر، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.
ونسأل الله أن يقدر لكما الخير، ثم يرضيكما به.