السؤال
أقدم لكم جزيل الشكر على هذا الموقع النافع. لدي 5 أبناء، اثنان منهم تحت سن المدرسة، والباقي في المرحلة الإعدادية، مشكلتهم أن الكبار منهم يشتمون بعضاً طول الوقت في حالة الشجار، وتعلم منهم الصغار ذلك، وحينما أرشدهم، يقولون لي: في المدرسة وفي كل مكان لابد من التعامل هكذا؛ لأن الكل يلعن ويسب ويشتم، وأني أعيش في كوكب آخر! والمشكلة الأدهى أن أباهم إذا اغتاظ يبدأ باللعن والسب، والدعاء على بعض. حاولت كثيراً أن أبين لهم حرمة هذا الأمر، ولكن لا فائدة! ما يزعجني حقاً ويضيق صدري هو أن الصغار أصبحوا يكررون هذا الكلام طول الوقت، مما يسبب لي الحزن والإحراج أمام الجميع، وأكبر واحد منهم لا يعرف معنىً للاحترام، وكثيراً ما يحرجني أمام أجداده. الرجاء أن ترشدوني في أمري، ولكم جزيل الشكر والعرفان.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فإننا بدايةً نرحب بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يُقّر عينك بصلاح الزوج والأولاد.
ولا يخفى على أمثالك أن الانزعاج الزائد لا يزيد الأمر إلا تعقيداً، كما أن التغافل عن أخطاء الصغار وتجاهل التصرفات السالبة، مع المسارعة في عرض البديل المناسب من الأمور المهمة جداً، فإذا رفع الصغير صوته بالشتم فلنرفع صوتنا بالذكر، ونطلب منه المشاركة في الذكر، ونشغله بالذي هو خير، ونُحّسن في نفسه الألفاظ الجميلة والسلوكيات الحسنة.
أما بالنسبة للكبار، فمن الضروري أن يعرفوا حرمة السب واللعن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)، واللعن محرم حتى بالنسبة للحيوان، واللعن طردٌ من رحمة الله .
ونحن نتمنى أن تتحاوري مع الكبار، وتناقشيهم، ويفضل أن يكون كل ذلك على انفراد، وتوضحي لهم خطورة ما يحصل، وآثار كل ذلك على إخوانهم الصغار.
وإذا حاول الطفل إحراجك أمام الآخرين، فاتفقي معه قبل الخروج، ولا مانع من منعه أحياناً من الذهاب إذا لم يحفظ لسانه، واعلمي أن الطفل الذي يُحرج أهله في مثل هذه المواقف غالباً ما يكون ممن يشعر بعدم الاهتمام به، وبتفضيل إخوانه عليه، وكأنه يحاول الانتقام بتلك التصرفات.
وعليه نوصيك بما يلي:
1- الدعاء للأطفال ولنفسك.
2- الثناء عليهم، وتشجيعهم عندما يكونوا مؤدبين.
3- عدم الانزعاج، وعدم الشكوى منهم، وعدم إعلان العجز.
4- عدم الضحك عندما يقوموا بشتم الآخرين.
5- تذكيرهم بأن الطفل الطيب لا يشتم ولا يلعن، ولأنكم طيبون فأرجو عدم الشتم.
6- مطالبة الكبار بإظهار السلوكيات والتصرفات الصحيحة.
7- الاتفاق مع الزوج على خطة موحدة.
8- إبعادهم عن الوالد عند توتره وخروجه عن المألوف.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.