السؤال
أسكن في بيت مشترك مع أهل زوجي، وبصراحة تعبت كثيرًا من المسؤولية؛ لأن المنزل مليء بالأولاد، وليس لدي مسكن منفصل، ولا أستطيع أن أكون براحتي.
لدي طفل واحد، وأنا الآن حامل بالثاني، وأنام بغرفة مع ابني، وزوجي ينام بالخارج، ويسكن معنا بالمنزل خمسة أشخاص غير أبي زوجي وأمه وخالته وأخته، وغير من يأتي من ضيوف.
عرضت عليه المساعدة لكي نبني غرفة في سطح المنزل، ولكنه رفض، وأنا الآن لا أقدر على العيش، وحالتي النفسية تعبت، وأحيانًا أشتاق لزوجي فلا أجده بقربي بسبب انشغاله بالعمل وتوفير لقمة العيش، وأصبح الآن مديونًا لصديقه، وسوف يأخذ قرضًا من البنك ليفتح دكانًا لكي يساعده في مصروفات المنزل، ولا يفكر الآن أن يبني؛ لأن عليه ديونًا؛ فقررت أنا أن أسكن مع أهلي حتى يستطيع هو سداد ديونه، وحتى تتحسن أوضاعه المالية، لكني خائفة من هذا القرار؛ أخاف أن أخسر زوجي إذا فعلت ذلك، ولكني لا أستطيع التحمل أكثر؛ فلقد عشت معهم أربع سنوات، وأحيانًا أبكي وأتألم، وأخاف من أولاده، فبماذا تنصحونني؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فإننا ندعوك إلى عدم اتخاذ القرار المذكور؛ لأن فيه إضرارًا بالعلاقة، واعلمي أن وقوفك مع زوجك وتقدير ظروفه هو السبيل الأحسن لتغيير الأوضاع وتحسنها، كما أن صبرك على أهلك مما يرفع منزلتك عنده، وننصحك بأن تخبريه باشتياقك له، ولا تشتكي من أهله، وإذا أردتم الخروج؛ فينبغي أن يكون الكلام منه؛ لأن مطالبتك بترك بيت أهله يفسر على أنك لا تحبين أهله؛ وهذا مما يفتح عليك أبواب العداء، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.
لا شك أن الوضع الذي أنت فيه صعب، لكن الأصعب منه هو اتخاذ قرار من جانب واحد، والمسألة فيها إحراج كبير، وقد يفهم منها الإهانة للزوج، وعدم تقدير ظروفه.. إلخ، وأنت في مقام بناتنا، ونتمنى أن لا تتخذي هذه الخطوة، وأن تصبري وتصابري، واعلمي أن العاقبة للصابرين.
وعليه: فليس هناك مانع من مناقشة زوجك بهدوء، وعرض الحلول عليه؛ شريطة أن يكون كل ذلك بينكما، ودون أن يشعر أحد أنك متضايقة منهم. ونكرر قناعتنا بصعوبة الوضع، ولكن ما يحصل في بيتك يحصل في بيوت كثيرة؛ لأن هناك إشكالاً في فهم الحقوق الاجتماعية للأسر، وحتى الخصوصية التي ينبغي أن تكون للزوجة قد لا توجد لها فرص، وقد تلام ويلام من يطالب بذلك، وكل ذلك مما يلقي مسؤوليات كبيرة على المتعلمين والمتعلمات والدعاة والداعيات، واعلمي أن تغيير ما اعتاد عليه الناس يحتاج لبعض الوقت.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واستمري في التواصل مع موقعك، ولا تقومي بأي خطوة إلا بعد دراستها، ومشاورة الزوج، والتأكد من رضاه بالفكرة وقبوله لها، وطالبي بحقوقك بأدب ولطف، ولا تطالبيه بالتقصير في حق أهله؛ فالعاقلة مثلك تطلب حقها وحق أطفالها، ولا تمنع زوجها من الوفاء لأهله، خاصة إذا كانوا بحاجة لقربه وخدماته، ونسأل الله أن يوسع عليكم، وأن يسهل أمرنا وأمركم.