السؤال
مشكلتي هي: صديقتي التي أعتبرها أختي وتوأمي، تعرفت عليها من الإنترنت في المنتديات، قضيت معها أحلى أيامي، وعشت معها ست سنوات، ونحن مع بعض لا يفرقنا إلا الموت، والعهد بيني وبينها أننا لا نترك بعضنا.
الآن هي تزوجت، وأنا والله أتمنى لها كل خير وسعادة وتوفيق، ويوم زواجها لم تقل لي من زوجها؟! أعرف أن هذا شيء خاص بها، ولا دخل لي، ولكن بحكم الصداقه التي بيني وبينها المفروض أن تقول لي، وأنا باركت لها، وراسلتها ولكن لم ترد عليّ، وأراها تدخل وتخرج (الوتسب) ولا ترد.
وبحكم الكرامة التي فيّ لا أريد أن أرسل لها أو أتكلم معها! أشعر والله أن داخلي يتقطع بسببها، أريد أن أرسل، لكن لا أستطيع، تأتيني ضيقة صدر، أريد حلًا، هل أتركها، أو أصبر إلى أن يأتي الله بالفرج؟
أرجو الرد.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فإننا نقدر مشاعرك النيلة تجاه الصديقة، ونشكر لك الحرص والرغبة في الاستمرار في التواصل معها، وقد أسعدنا فرحك بزواجها، ونوصيك بالدعاء لها، ولكننا نتمنى ألا يأخذ الموضوع أكبر مما يستحق، وإذا انقطعت صديقة، فيمكنك اتخاذ صديقات صالحات، ونتمنى أن يكن في الواقع وليس في العالم الافتراضى، ونسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب.
لا يخفى على أمثالك من الفاضلات أن الصداقة الناجحة النافعة هي ما كانت لله وفي الله وبالله وعلى مراد الله، بل إن كل أخوة أو صداقة لا تقوم على التقوى والإيمان والنصح والتواصي، تنقلب على أهلها كما قال ربنا العظيم في كتابه: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.
وأنت أعلم الناس بالصداقة التي كانت بينك وبينها، فإن كانت قائمة على القواعد الشرعية، فاجتهدي في إعادتها، والتمسي لها الأعذار، فقد جاءها ما يشغلها، وقد قمت بما عليك، وإن كان فيها خير فسوف تعود إليك وترد على رسائلك، وتبادلك الاهتمام والتقدير والاحترام، وتعتذر لك عن التأخر في الرد ....الخ.
أما إذا كانت صداقتك معها قائمة على المجاملات، فلا تتعبي نفسك، ولا تضيعي وقتك، واستفيدي من الدرس، والمؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، ولا مانع من أن تبقى بينكما شعرة العلاقة، ولكن نكرر دعوتنا لك بالبحث عن صالحات، بل مصلحات يذكرنك بالله إذا نسيت، ويكن عونًا لك على طاعة الله إن ذكرت، ونتمنى أن يكون لك عدد من الصديقات، فإذا تزوجت إحداهن بقيت لك الأخريات، أو ماتت إحداهن أكملت مشوار النصح والوفاء مع الأخريات.
وأرجو أن تعلم بناتي الفاضلات أن الوضع بعد الزواج يختلف، كما أنه من الخير للمتزوجة أن تبحث عن صديقات متزوجات لتنتفع من نصحهن وخبرتهن، والمتزوجة أقدر على تفهم ظروف صديقتها المتزوجة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونحن بلا شك لا نؤيد ما حصل، ولا نوافق عليه، ولكننا نرفض أن يكون أثر ذلك عليك أكبر من اللازم، وننصحك بشغل نفسك الصلاة والأذكار والهوايات النافعة، وتفاعلي مع من حولك من الصالحات، وشاركي من حولك الاهتمامات، وكوني في أعمال الخير من المتطوعات.
ونحن سعداء بتواصلك مع موقعك، وندعوك إلى الاستفادة من المستشارين والمستشارات وكل من في الموقع في خدمتكم.
نسأل الله أن يوفقنا ويوفقكم ويسعدنا ويسعدكم.