السؤال
أنا شاب عمري 27 سنة، طموح جدًا، وكان حلمي أن أصبح شيئًا مميزًا، فنسبة تفوقي 98%، لكن أهلي رفضوا تعليمي؛ لكي أعمل مع الوالد في عمله؛ فرفضت؛ فطردني منذ كان عمر 19 سنة، ومن ذلك اليوم وأنا أعيش من منطقة لمنطقة، وهذه النقطة أثرت في، وخاصة أني أحب التعليم، وأهلي ميسورو الحال، وتغربت كثيرًا، وتعرضت لصدمة فشل وتوهان وعجز ويأس، وضاعت من عمري 4 سنوات ما استثمرت فيها شيئًا، ولم أجمع شيئًا؛ وهذا سبب لي صدمة ثانية، وحاليًا بدأت أعمل على نفسي، وصار عندي طموح، لكن التفكير والتعب واليأس من كثرة ما تعبت.
ثانيًا: في عمري ما رأيت خالة ولا جدة ولا عمة، ولا أحسست باللجوء العائلي، وأكثر الأشياء التي أثرت على تفكيري: أني أحس أني أعرف ماذا سيحدث لي، وأتوقع كثيرًا، وهذا أحد الأمثلة:
حاليًا أنا بعمر 27، وفي هذا العمر هرمون الذكورة يبدأ بالنقصان، علمًا أني إنسان محافظ، ولم ألمس جنسًا آخر حتى يومي هذا، وهذا شيء يقتل بحد ذاته، وليس عندي تعليم جيد؛ حتى أحصل على وظيفة محترمة لنفس الطموح الذي كان عندي، وأعيش في دولة كل يوم لها قرارات بخصوص الأجانب، واحتمال أن أطرد وأرجع لبلديK ولن أستطيع أن أتزوج؛ لأني لم أستغل السنين التي مرت في العمل، واستيقظت متأخرًا!
أعاني من كثرة التفكير والقلق التوقعي من المستقبل بشكل رهيب ومخيف، وعندي خوف وتنبؤات، ولا أشعر بسعادة أبدًا ولا فرح ولا بهجة، وصرت ضعيف الإنتاج، وأتمنى أن أفعل أشياء كثيرة ولا أقدر، وفي نفس الوقت لا أريد أن أفعل شيئًا، علمًا أني طموح ومثابر ومتعلم ومثقف بدرجة كبيرة، لكني فشلت كثيرًا وتعقدت، وعندي نقص عاطفي كبير، وأحس بوحدة، وائمًا معكر مزاجي 24 ساعة، والتفاؤل عندي معدوم.
بارك الله فيكم.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فإن استيقاظك متأخرًا خير من أن لا تستيقظ، وإن مجيئك متأخرًا خير من أن لا تجيء، فاحمد الله الذي فتح بصرك، ونسأل الله أن يأخذ بيدك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يصلح لنا ولك الأحوال، وأن يحقق لنا جميعًا في طاعته الآمال.
رغم قناعتنا بصعوبة الأوضاع التي مرت بك، إلا أننا على ثقة أن الأمر يمكن أن يتحسن، والأحوال يمكن أن تتبدل، وننصحك بما يلي:
1- اللجوء إلى الله والتضرع بين يديه.
2- الحرص على الطاعات، والبعد عن المعاصي؛ لأن للمعاصي شؤمها، كما أن ما عند الله من توفيق وخير إنما ينال بطاعته.
3- ترميم علاقتك بوالديك وبأسرتك؛ فإن بر الوالدين وصلة الرحم من أسباب الأرزاق والبركات.
4- تجنب اليأس والقنوط، وتعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان.
5- تجنب التحسر على ما فات؛ فإن البكاء على اللبن المسكوب لا يعيده لنا ولا يفيد.
6- تجنب القلق مما هو آت، ولا تحاول عبور الجسر قبل الوصول إليه.
7- افعل الأسباب، ثم توكل على الكريم الوهاب.
8- تواصل مع العقلاء والفضلاء، واجتهد في البحث عن أهلك، وبادر بالسؤال والتواصل، ولو بإرسال السلام لهم، واعلم أن لهم حقًا عليك -وخاصة والديك-، وتذكر أن قسوتهم أو ما حصل منهم لا يبيح لك قطيعتهم.
9- اقترب من الصالحين الأخيار، وتواصل مع موقعك، وثق بأن كل من في موقعك يتشرف بخدمتك، ونتمنى أن تطرح ما عندك بوضوح وتفصيل، وخاصة موقف الأسرة بعد تركهم؛ حتى نتعاون في إعادة التواصل والتوازن الاجتماعي.
10- ضرورة الاستمرار في البحث، والرضا بكل عمل مناسب، مع الحرص والسعي في تطوير نفسك.
11- عدم الانشغال بتفاصيل قضايا مثل الزواج؛ لأن ذلك مما يتعبك، والأمر بيد الله، والزوجة تأتي برزقها وكذلك الأولاد، وربنا يعين طلاب العفاف، وهو القائل في كتابه: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله}.
12- اهتم بقضية الرجوع إلى الدفء العائلي، وثق بأنهم سوف ينسون ما حصل ويفتحون لك قلوبهم.
13- تسلح بالصبر والتقوى، وتوكل على الله، واستعن به.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.