السؤال
أنا شاب فلسطيني في مقتبل العمر (24 سنة) مقيم في بلد عربي، أعيش ضمن أسرة مكونة من 9 أشخاص: أبي وأمي، وجدي وجدتي، وأخوين وأختين، أنا أعتبر أكبر إخوتي، مصدر الدخل الوحيد لنا هو والدي رزقه الله الصحة وطول العمر.
مشكلتي تبدأ في نفقات دراستي؛ حيث إن أخي وأختي أيضًا يدرسون في الجامعة، ولديهم من الأعباء المالية ما الله به عليم، وبسبب هذه النفقات اضطررت للعمل في وظيفة جزئية لتغطية مصاريف دراستي، بدأت مسيرتي بالتيسير -والحمد لله-، ولكن بعد مدة ازداد عبء الدراسة، ورافقها ضغط رهيب جدًا في الوظيفة، خاصة بعد معرفة المدير بموضوع دراستي.
حالياً وصلت لمرحلة صعبة جدًا من الضغط؛ فأصبحت لا أستطيع المواءمة بين العمل والدراسة، ووصلت لمرحلة رغبة في الانطواء والبعد عن العائلة والأصدقاء، والبقاء منفردًا، والبكاء المتواصل بسبب الضغط الملقى علي.
أرجو منكم التشخيص والإفادة، أثابكم الله الجنة.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فقد أسعدنا طموحك العالي، وأفرحنا إحساسك بمسؤوليات الوالد، ودعاؤك له، وأعجبتنا همتك العالية، ونسأل الله أن يزيدك من فضله، وأن يهيئ لك من أمرك رشدًا وفرجًا، وأن يوفقك ويثبت خطاك، وأن يصلح الأحوال، ويحقق في طاعته الآمال.
أرجو أن تجعل تفكيرك في المخارج، ولا تفكر في الضغوط؛ فإن ذلك لا يزيد الأمور إلا تعقيدًا، وواجه الصعاب، ولا تنطو على نفسك، وشاور من حضرك من الفضلاء أصحاب الخبرات، وتوجه إلى رب الأرض والسموات، ولا تحاصر نفسك، وثق بأن الأمر لله من قبل ومن بعد.
واعلم أن الذي وفق والدك ووفقك حتى وصلت إلى هذه المراحل المتقدمة لن يخذلك؛ فاستعن به، وتوكل عليه، وننصحك بما يلي:
1- تجزئة المشكلة.
2- تحديد الصعوبات.
3- وضع الحلول المناسب لكل جزئية.
4- إشراك إخوانك في الموقع في وضع الحلول.
5- الاقتراب من الوالد، وزيادة البر له للفوز بدعائه.
6- إصلاح ما بينك وبين الله، والحرص على الصلاة والاستغفار، والصلاة والسلام على رسولنا المختار؛ لتذهب الهموم وتغفر الذنوب.
7- البعد عن المعاصي؛ فإن الإنسان قد يحرم الرزق بالذنب يصيبه.
8- الاستعانة بالله، وصدق التوكل عليه، والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأنها كنز وذكر واستعانة بالله.
9- الحرص على شكر الشكور على ما أولاك؛ لتنال بشكره المزيد.
10- الإحسان إلى الضعاف، والسعي في حاجاتهم؛ ليكون العظيم في حاجتك.
11- حسن أداء عملك؛ حتى لا يجد أي إنسان الفرصة.
12- التفكير في وظائف وأعمال بديلة؛ ففي السعي خير وبركة.
13- عرض معاناتك على والدك، ولن تعدم منه نصحًا.
14- الاستمرار في التواصل مع موقعك، مع التوضيح للصعوبات؛ حتى تستفيد من الخبراء في الجوانب النفسية، وفي جانب تنمية القدرات، وكل من في موقعك يتشرفون بخدمتك، فلا تتردد، فنحن معك، والله هو الموفق للجميع.
15- الزم طريق أهل التقوى؛ فالله وعد أهلها بتيسير الأمور وبإخراجهم من الورطات، ووعدهم بالرزق من حيث لم يحتسبوا.
16- الصبر ثم الصبر، والعاقبة للصابرين.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق، ونكرر إعجابنا بحرصك وعصاميتك، وأمثالك لا يضعفون، وكيف تضعف وربنا هو الواسع البر الرحيم الكريم، وهو سبحانه تكفل بالرزق وطلب منا فعل الأسباب {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور}
وفقك الله، وسدد خطاك، وحفظك وتولاك.