السؤال
لديَّ أُختٌ أكبر مني بعشر سنين، تُوفِّي زوجُها ومعها ثلاث بنات، وأنا مقيمٌ خارج بلدي لظروف عملي، وكنتُ أرسل لهم مساعدة مالية، وعلى اتِّصال دائمٍ بهم، والمشكلة هي أن بنتاً من البنات الثلاث وعمرها 14 عاماً تعرَّفت على شابٍّ، وأقامت معه علاقهً جنسية وصلت إلى أن حملت، فعرفت أمها بعد شهرين من حملها، وتصرَّفت دون علم أحد، وأجهضت الجنين، ومن بعدها انقلبت حياتي، وأصبحتُ لا أُطيقُ الكلامَ معهم، ماذا أفعل؟ الرجاء المساعدة.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنَّنا بدايةً نُرحِّبُ بك في الموقع، ونشكرُ لك الاهتمامَ والسؤال، ونسألُ اللهَ أن يُصلحَ الأحوال، وأن يُعينكَ على عونهم حتى يعودوا لطاعة الكبير المتعال.
من حقِّك أن تغضب ممَّا حصل؛ فكلها معاصٍ للهِ عزَّ وجل، بل كبائر وخطايا، حيث حصل الزنا، والقتل، وهذه أكبر الجرائم بعد الشِّرك، ولكننا نؤكدُ لك أن بُعدك سوف يزيدُ الأمرَ سوءاً، ونتمنَّى أن لا تكتفي بإرسال الأموال؛ فالأهم هو تربيتهم على طاعة الله، وحمايتهم من الأخطار والأشرار، وأظنك تُوافقنا أنه لا فائدة على اللبن المسكوب، وأن ما مضى لا يمكن أن يعود، فشجِّعها على التوبة النَّصوح، وسد كل الأبواب الموصلة إلى الشرور.
فكلمهم، ولكن بالخير والنُّصح، وتواصل مع موقعك؛ حتى نشترك في الإصلاح، واحرصوا على ستر الموضوع، واعرضوا ما عندكم من المعالجات، ووضِّحوا لنا أحوال المعتدي، وكيف وصل إلى ما يُريد من الشر؟ وهل من الممكن أن يكون جزءاً من التصحيح بعد التوبة النصوح؟ لأن ما حصل من الحرام لا يمنع الحلال.
كما نرجو أن تتوب والدتها مما فعلت، وكان عليها أن تُراجعك، وتسألوا أهل العلم.
نسألُ اللهَ أن يغفرَ للجميع، وأن يوفِّقكم في تفادي آثار ما حصل، ونشكرُ لك الاهتمام، وندعوك إلى الاقتراب منهم؛ فهم عرضك وشرفك.