السؤال
بارك الله فيكم على إجاباتكم على أسئلة الجماهير، فأنا من أشد المعجبين بإجاباتكم الراقية الشفافة، جعلها الله في ميزان حسناتكم، ووفقكم لما يحبه ويرضاه. سيدي الفاضل، أنا والحمد لله سيدة متزوجة منذ خمس سنوات، وقد رزقني الله بطفلتين، وزوجي رجلٌ طيب ومتدين، ويحاول إرضائي بكل السبل، ولكن مشكلتي الوحيدة أنه يحب أن يمارس العلاقة الحميمة يومياً أو شبه يومي، وأنا قد أكون في بعض الأحيان لا أرغب، وقد يغضب مني بسبب ذلك، وقد حدث فعلاً عدة مرات، فهل هذا حرام؟ وماذا أفعل؟ أنا لا أستطيع أن أفعل هذا يومياً، ولا أريد أن أغضبه. شكراً لكم، وبارك الله فيكم، وزادكم علماً على علمكم.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله
وبعد:
فإننا بدايةً نشكر لك هذا الثناء العاطر على الموقع، وشَرَف لنا أن نكون في خدمة أخواتنا وبناتنا، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يصلح لنا ولكم النيات والأعمال، وأن يكرمنا بفضله فهو الكبير المتعال.
ونحن في الحقيقة سعداء بهذا الثناء على الزوج، ونتمنى أن يسمع منك الثناء والكلام الطيب، فهو أهلٌ لكل خير، وقد أحسن في سعيه لإرضائك.
ولا شك أن رغبته في دوام الاتصال والوصال مما يدل على شوقه وحبه، ونسأل الله أن يديم بينكم الألفة والمحبة، ورغم أنه لم يتضح لنا أسباب النفور منك في بعض الأوقات، إلا أننا نسأل: هل عدم الرغبة لظروف صحية، أو لخوف من الحمل، أم لأنك لا تَصلي إلى الإشباع، أم ماذا؟ فإن معرفة السبب خطوة مهمة في طريق إصلاح الخلل والعطب، فإذا كان السبب هو الإعياء والتعب والمرض، فأرجو أن تحسني الاعتذار، كأن تقولي وأنا أيضاً مشتاقة، لكني متعبة أو مريضة، وسوف أرضيك في وقتٍ لاحق، وهذا الكلام يُسعد الرجل، ويؤكد له أنه مرغوب ومحبوب، وإذا كان السبب هو الخوف من الحمل المتكرر، فأرجو مصارحة الزوج للاتفاق على الحل المناسب، وبعض النساء تنفر لأنها لا تصل إلى الإشباع، وهذا يترتب عليه التألم والنفور من المعاشرة، وهنا لابد من تنبيه الرجل حتى يُطيل في المقدمات والمداعبات، مع ضرورة الانتظار حتى تأخذي حقك، وعليك بالتفاعل معه منذ البداية، ومعاونته على الوصول إلى المتعة المشتركة، وساعديه على التعرف على مواطن الإثارة في جسدك، والاتفاق على الهيئات المناسبة للوصول إلى المتعة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونتمنى أن تحرصي على إرضاء الزوج، وتتجهزي له دائماً، واعطي جسمك حقه في الراحة، وحظه في الطعام، ولا تنشغلي عنه بالأولاد.
نسأل الله لكم التوفيق والسداد.