يقول سبحانه وتعالى: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون).
– الذين اتقوا هم الذين عظموا أمر الله بامتثال الأوامر، واجتناب النواهي على الوجه اللائق بجلال الله وعظمته، والذي هم محسنون هم أهل الشفقة على خلق الله. فمن كان الله معه فقد ربح، ومن طرده من معيته فقد خسر.
– إن الصيام ينور القلب، ويهذب النفس ويعرف العبد مقدار النعمة ويملأ قلبه رحمة بالضعفاء. فمن ذاق حلاوة الطاعة وأخلص العمل لمولاه طهرت سريرته وعلانيته.
– إن الشهر الكريم قد عزم على الرحيل ولم يبق إلا القليل – فمن كان محسنًا فليحمد الله ومن كان مهملاً فيتب إلى الله وليعتذر.
• زكاة عيد الفطر:
– هي صدقة تخرج في نهاية شهر رمضان عند الفطر.
– الحكمة من تشريع هذه الصدقة أنها تكفير لما وقع فيه الصائم من لغو ورفث، تطهير له من آثارها، وإطعام للمساكين حتى تكفيهم ذل السؤال في يوم العيد.
– روى عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعم للمساكين – من أداها قبل الصلاة فهي صدقة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.
– ومن حكمة تشريعها أن يشكر المسلم نعمة الله عليه ويعيش مع الناس يحس بإحساسهم ويتجاوب مع مشاعرهم. وزكاة الفطر لون من شكر النعمة مساهمة في إشاعة البسمة والسرور على قلوب المحرومين والبؤساء.
– ومن حكمتها أنها كسجدة السهو للصلاة تجبر نقصان الصوم كما يجبر السهو نقصان الصلاة. والعبادات التي يطول أداؤها يشق التحرز فيها من أمور تفوّت كمالها.
– وتجب صدقة الفطر بغروب آخر يوم من رمضان. وأجاز الفقهاء إخراجها قبل ذلك بأيام ليتيسر للفقير الانتفاع بها في العيد فتحقق الحكمة.
– وتلزم كل مسلم يملك قوت يومه. ولا يشترك فيها الغنى أو ملك النصاب.
– بل يخرجها الفقير والغني – يخرجها عن نفسه وعمن تجب عليه نفقته.
– كزوجته وخادمه وأولاده الذين ينفق عليهم.
– ففي حديث أحمد والبيهقي عن عبد الله بن ثعلبة عن أبيه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أدوا صاعًا من قمح أو بر عن كل صغير أو كبير ذكر أو أنثى، حر أو مملوك غني أو فقير، أما غنيكم فيزكيه الله، وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطى).
– وسميت زكاة الفطر التي هي الخلقة (فطرة الله التي فطر الناس عليها) والمعنى أنها وجبت على الخلقة تزكية للنفس وتطهير لها وتنمية لعلمها.
– وتمسى زكاة الأبدان لأنها تجب على الأشخاص بأعيانهم في مقابلة زكاة الأموال.
– وإخراجها علامة الفلاح (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى).
• من أحكامها:
– جواز إخراج قيمتها تسهيلاً على الفقير لقضاء حاجته.
– والأصل أنها تخرج طعامًا من غالب قوت أهل البلد.
– فالذين يأكلون الخبز فمن البر مقدار الفطرة صاع بصاع النبي عليه السلام وهو عبارة عن كيلوين وأربعين جرامًا عن الشخص وبمكيالنا الآن الربع يكفي لثلاثة أشخاص.
– وتدفع الفطرة إلى مسكين واحد أو مساكين متفرقين.
والمسلم تلزمه الصدقة عن الوالدات الفقيرات والأولاد الذكور الذين لا مال لهم. وكذلك الإناث إلا أن يدخل بهن الزوج والخدم الذين التزم المخدوم بنفقتهم.
– ويجوز صرفها لأبناء السبيل المنقطعين أو الداخلين في الإسلام الذين لا يجدون عملاً يعيشون منه.
التعليقات 1
Emy
24/06/2017 في 12:43 م[3] رابط التعليق
ماهولمبلغ المحدد لزكاة الفطر؟