عندما تتوارى مردة الجن بتقييدها في رمضان؛ وتُفتح أبواب الجنان؛ وتُغلق أبواب النيران؛ يكون العبد المؤمن في أحسن حالات إيمانه، وأفضل أوقات بذله وإحسانه، فتنفتح أمام المسلم مجالات من عمل الخير، وطاقات من الإقبال على الطاعات، أو تجاوز التحديات ما لا تتبدّي أو تتأتى في غير أيام الشهر المبارك، ولله الحمد والمنّة.
وبفضل هذه الطاقة الإيمانية الكامنة في الشهر الكريم؛ كان رمضان عبر التاريخ الإسلامي شهر الانتصارات العسكرية بدءاً من بدر وفتح مكة في الصدر الأول من عمر الدعوة الإسلامية، مرورا بالعديد من المعارك في مجرى التاريخ الإسلامي ضد أعداء الله تعالى، ولعل آخر الانتصارات العسكرية الكبرى في زماننا زمن الإستضعاف والإنحدار ما تم في العاشر من رمضان 1393هـ ( السادس من أكتوبر 1973 م ) على حفدة القردة والخنازير من أبناء العصابات اليهودية الذين جثموا على أرض فلسطين الطاهرة، حين ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم ( خط بارليف ) من المسلمين، فتحطمت أوهامهم مع آخر رمال السد المنهارة، في ذلك اليوم الأغر من رمضان، ولولا التدخلات الدولية من هنا وهناك، والتدابير العرجاء من بعض القادة العرب؛ لتم كنس الأرض المباركة من رجسهم وتطهيرها من خطاياهم.
وحتى في المعارك الصغيرة التي يناوش فيها المجاهدون من المسلمين عدوهم وأعداء الله على الأرض الإسلامية؛ تتميز المعارك التي تجري في رمضان بدرجة عالية من البسالة وشدة المواجهة وتكبيد أعداء الله تعالى من الخسائر في البشر والعتاد ما يجعلهم يحتارون إزاء هذه البطولات وذلكم الصمود في المواجهات، والدليل على ذلك في أيامنا هذه ما جرى في الفلوجة في العراق في السنوات الماضية، وما جرى في أفغانستان أيضا في نفس السنين خلال أيام رمضان، ولعل أعداء الله تعالى أدركوا مؤخرا الدفعة المعنوية الهائلة التي يوفرها شهر رمضان للمقاتلين المسلمين فأحجموا عن إثارة المعارك أو المناوشات في الشهر الكريم.
والمعارك السياسية لا تقل شراسة عن المعارك العسكرية في عالمنا المعاصر؛ إن لم تفُقها في الأثر والنتيجة، لكن الفرق أن البعض عندنا لا ينتبه لهذه الحقائق إلا بعد فوات الأوان، ولو استعد المسلمون لخوض معاركهم السياسية بنفس الجرأة التي يؤدون بها معاركهم العسكرية أمام أعدائهم ـ خاصة في رمضان ـ لفات على أعدائهم تسجيل الانتصارات تلو الانتصارات في غفلة من المسلمين.
والسودان الذي يواجه هذه الأيام مؤامرة دولية تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا ـ ومن لفّ لفّهما من عجم وعرب ـ تتمثل في الضغط عليه لقبول القوات الدولية في دارفور، وهي المقدمة الموضوعية والمنطقية للاستعمار الحديث، والمؤامرة تتخذ حتى الآن أدوات السياسة وكواليسها، لكنها لا تستبعد الجانب العسكري في المرحلة التالية. وفي رمضان شهر الصبر والمقاومة والنصر تتأكّد معاني مواجهة هذه المؤامرة بمختلف أشكالها والارتفاع فوق الخلافات القديمة التي لا تمثل أولوية الآن ونحن نواجه عدواً سافراً في عدائه، لكنه يحاول أن يحقق أهدافه بشق صفوفنا وتوزيع جهودنا، وليس أولى من رمضان للبدء في مواجهة هذه المؤامرة والمضي في المقاومة بعد رمضان بنفس الروح .
- 03/11/2019 تخريج (400) دارسا ودارسة بكراسي العلماء بالفاشر
- 03/11/2019 بدء حملة للتطعيم ضد الحمى الصفراء بامبدة غدا
- 03/11/2019 جهاز السودانين بالخارج يناقش قضايا إسكان المغتربين
- 03/11/2019 مدير جامعة السودان نلتزم بتوفير البيئة الملائمة للطلاب
- 03/11/2019 وزارة الاعلام: ملتزمون بضمان حرية الصحافة والإعلام
- 27/10/2019 شيخ إدريس يطلع على الأوضاع الأمنيةبالبحر الأحمر
- 27/10/2019 تحالف نهضة السودان يؤكد أهميّة توحيد الإرادة
- 27/10/2019 البرهان يختتم زيارته لروسيا واذربيجان
- 26/10/2019 الطويل: عودة النازحين دفعة قوية لمسيرة السلام
- 26/10/2019 وزارة الصحة: للدعم االسريع دوراً هاماً لمكافحة الاوبئة
أ. حسن عبد الحميد

رمضان والتعبئة العامة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://meshkat.net/articles/27658/