في صمت ودأب وهمة يعمل المركز الإسلامي للدعوة والدراسات المقارنة ويبذل جهودا دعوية واسعة من خلال أنشطته الواسعة في أنحاء السودان عبر القوافل الدعوية والمحاضرات والندوات والمناظرات التي يقيمها، وقد تخصص المركز في الأديان والفرق، وله اهتمامات خاصة بالفرق الضالة كالشيعة والبهائية والقاديانية بالإضافة إلى مواجهة التنصير.. جلسنا إلى الشيخ الدكتور عمار صالح مدير المركز لنقلب معه ملف التشيع و الشيعة في السودان على خلفية ظهور رجل يدعى عيسى مدني بمنطقة أبوزبد ينشر التشيع ويفتن المسلمين عن دينهم، وفوجئنا بأن الدكتور عمار قد أجرى معه مناظرة قبل ثلاث سنوات واستطاع إقناع المفتونين من المسلمين بالانفضاض من حوله، وتطرق الحوار إلى تاريخ التشيع في السودان، وأهم مراكزه وحسينياته، وواجب الدعاة والمحتسبين والدولة تجاه هذا الخطر الداهم.
باعتباركم من المتخصصين في الشأن الشيعي، نود أن نتبين من ناحية تاريخية كيف بدأ دخول الشيعة إلى السودان؟
ــ بدأ دخول الشيعة إلى السودان منذ وصول الخميني إلى السلطة في إيران عام 1979م، هذا في الفترة الأخيرة، والبعض يزعم أن دخول الشيعة للسودان بدأ منذ العهد الفاطمي، لكني لم أجد لذلك سندا أو دليلا، وبعد الثورة الإيرانية ذهب وفد سوداني لمباركة الثورة وانخدعوا بها، والخميني أصلا لديه فكرة لتصدير الثورة بوجهها الشيعي للعالم الإسلامي، فهو يرد نشر دين الشيعة، ودين الشيعة قبل الخميني كان محصورا في مناطق محددة في العالم الإسلامي كالكويت والعراق والبحرين وباكستان، وقد التزم بمهمة نشر دين الشيعة الملحق الثقافي الإيراني، وهو يختار بمواصفات خاصة منها أن يكون متعمقا في دين الشيعة، وأن يكون من رجال المخابرات الذين لهم باع طويل في مجال الاستخبارات، وأن يستطيع التعايش مع الأوضاع في البلاد، ولما جاءت الإنقاذ في السودان توطدت العلاقة بين السودان وإيران في البداية، والإيرانيون استغلوا هذا الوضع، والملحق الثقافي الإيراني بدأ نشاطه في الخرطوم بمبنى واحد، وبدأ يصول ويجول ويفسد في الخرطوم، وما من منطقة في السودان إلا وقد زارها الملحق الثقافي الإيراني، وقد لاحظنا ذلك عندما قمنا بتنفيذ قوافل دعوية بمختلف مناطق السودان، فما من منطقة زرناها إلا وأخبرنا أهلها أن الملحق الثقافي قد زارهم ايضا.
* ما هي المناطق التي يوجد فيها نشاط واضح للشيعة في السودان؟ وما هي مناطق تركزهم وتجمعاتهم؟
ــ يوجدون بصورة واضحة في ولاية نهر النيل كمناطق أبوحمد وعطبرة، وفي كردفان منطقة أم دم حاج أحمد، وأبوزبد، وبعض مناطق ولاية النيل الأزرق، وقد استغل الملحق الثقافي الإيراني علاقته ببعض مشايخ الطرق الصوفية وحوّلهم إلى التشيع، وشارك الشيعة في بعض المناسبات كمسابقات القرآن الكريم، واستقطبوا عددا من حفظة القرآن وذهبوا بهم في زيارات إلى إيران، وأنشأوا بالسودان معاهد دينيه مثل معهد جعفر الصادق بالعمارات ويقومون بتدريس المذهب الشيعي من خلاله، وقد استطاعوا تحويل خلاوي كاملة إلى التشيع واستقطبوا بعض طلابها وابتعثوهم في زيارات إلى إيران.
* كيف يستطيع الشيعة تجنيد واستقطاب السودانيين المعروفين بانتمائهم للسنة؟ وما هي الأساليب والمداخل التي يستخدمونها؟
ـــ الشيعة كالنصارى في أسلوب الدعوة، ولديهم التقية في الدعوة، ولايُظهرون سبّ الصحابة رضوان الله عليهم ولا سبّ أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وإنما يدخلون بمدخل محبة آل البيت والصالحين ومحاربة الوهابية، لكن الخطورة في الكتب التي يوزعونها بعد أن يتأكدوا من الشخص، وبعض الكتب توزع على غفلة منهم، وأنا مثلا ذهبت إليهم وأعطوني كتاب اسمع (عصمة الأنبياء) وفيه سبّ للصحابة مثل ابي هريرة، وهم يدسون مثل هذه الكتب بين عدة كتب، وقد تفاجأ الشعب السوداني بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب قبل حوالي عشرة سنوات بالجناح الإيراني الذي عرض كتبا تطعن في القرآن الكريم وتقول بتحريفه وتطعن في الصحابة، ولدينا في مركزنا الآن نسخ من هذه الكتب، فقد قمنا بشرائها من الجناح الإيراني قبل أن تنتبه السلطات السودانية وتقوم بمصادرة هذه الكتب وإغلاق الجناح الإيراني، وهذه الكتب تمت طباعتها في إيران. و قد وجدنا في هذا الجناح الإيراني بعض الشباب من السودانيين وهم يحملون هذه الأفكار ويدافعون عنها.
* ما هي أشهر الحسينيات التي كانوا يديرون منها نشاطهم؟ وماذا يدور داخل هذه الحسينيات؟
ــ بعد إغلاق الجناح الإيراني بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب ومصادرة كتبه، تقدمنا بدعوى للسلطات، وحملنا نماذج من هذه الكتب لوكيل النيابة، وقد تفاعل معنا أئمة المساجد وحذروا من الشيعة، وأصدر مجمع الفقه الإسلامي بالخرطوم بيانا يدين فيه هذا المسلك الإيراني، ولا يزال هذا البيان موجودا بموقع مجمع الفقه السوداني على الإنترنت.. أما الحسينيات في الخرطوم فقد كان اشهرها حسينية المرتضى بالقرب من موقع مستشفى الزيتونة الحالي على شارع السيد عبد الرحمن، وهناك حسينيات في الأحياء كالأزهري، وأمبدة، وجبل أولياء، وهم يزعمون أن هذه الحسينيات للعبادة والذكر والاحتفال بالمناسبات الدينية، لكن في حقيقتها بها سبّ للصحابة رضوان الله عليهم، والطعن في زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل المؤامرات التي تكاد ضد الأمة الإسلامية تخرج من هذه الحسينيات، وتعقد فيها زيجاتهم الفاسدة كزواج المتعة، والفكر الشيعي له خطورتان: الأولى مخالفته تماما للإسلام، فالفكر الشيعي لاعلاقة له بالإسلام، والخطورة الثانية أنه فكر فاسد أخلاقيا ينشر الرذيلة، ودموي، وأي مكان به مشاكل تجد الشيعة وراءه، كاليمن، وسوريا، والعراق، ونيجيريا.. لكننا في السودان بحمد الله تمكنا من مواجهة الفكر الشيعي ولم تعد له خطورة بحمد الله.
* هل توقف النشاط الشيعي تماما بعد إغلاق المستشارية الثقافية الإيرانية بالخرطوم؟
ـــ بعد إغلاق المستشارية الثقافية الإيرانية بالسودان قلّ النشاط الشيعي لكنه لم يتوقف تماما، وتوجد بؤر معلنة للنشاط الشيعي في السودان، واستطاعوا تجنيد البعض، وبدأوا يظهرون في القنوات الشيعية.
* من هم أبرز من يدعون إلى التشيع الآن بعد إغلاق المستشارية الثقافية الإيرانية؟
ــ هناك رجل تشيع ويقوم بنشاط في منطقة أبوزبد، واسمه عيسى مدني العنيني، وهو أصلا من اصول تشادية، هذا الرجل حيثما ذهبنا إلى مكان في كردفان وجدنا آثاره، وقد وجدنا له أثر واضح في لقاوة، فقد استطاع تجنيد بعض الأشخاص الذين يعملون في مراكز حساسة هناك، ومنهم شخص مسئول منظمة كبيرة فرع لقاوة، ورئاسة المنظمة في الخرطوم، والآن بدأوا يتكتلون في منطقة النهود وما حولها، ولهم اتصالات خارجية،وعيسى مدني هذا يزور لبنان كثيرا ويقابل هناك حسن نصر الله، وهو الآن يعتبر الأنشط في مجال نشر التشيع، والوحيد الذي يمارس نشاطه علنا.
* هل قابلت هذا الشخص؟
ــ نعم.
* متى؟ وكيف تم اللقاء لأول مرة؟
ــ ذهبت إلى أبو زبد قبل حوالي ثلاث سنوات، ونفذنا قافلة دعوية، ونزلنا بضيافة المعتمد نفسه، و توزعنا على المساجد للدعوة،وتم توزيعي على مسجد عيسى مدني بابوزبد، وبعد صلاة الجمعة تحدثت، فحاول عيسى مدني منعي من الكلام، فقلت له أنا قادم بدعوة رسمية من المعتمد، وتحدثت عن وحدة المسلمين، وفجأة قام أحد تلاميذ عيسى مدني ويعمل امين مكتبة الكلية بأبوزبد واسمه مهدي وقال لي ما رأيك في الشيعة، فقلت له دعني أكمل حديثي أولا، فأصر على السؤال، فقلت له هل أنت شيعي، قال نعم، فقلت له الشيعة كفار، وحاول عيسى مدني منعي من الكلام وحدثت مشادة وضجة، ثم انصرف الناس، وكنا قد أقمنا معرضا عن أنصار الصحب والآل في سوق أبوزبد جوار الجامع العتيق،وفي المعرض جاء واحد من تلاميذ عيسى مدني واسمه عيسى حامد، وطلب مني أن أذهب إلى عيسى مدنى وأناقشه، وكان لابد من الاتصال على عيسى مدني، وتحدثت معه على الهاتف وسألني عن الغرض من الزيارة، فقلت له الغرض التعارف والتفاكر والتبين، فرحب بالزيارة وحدد لنا موعدا بمسجده وهو يسكن بنفس المسجد، وذهبنا لنحدد موعدا للمناظرة، فوجدناه فوجدناه قد رتب نفسه للمناظرة ومعه حاشيته وعدد كبير من الناس، وكان هناك شخص يدير المجلس مما يدل على أن الأمر مرتب.
* كيف جرت المناظرة؟
ـــ عرفتهم بالمركز وأننا متخصصون في الأديان والفرق، ولنا اهتمام بالفرق المنحرفة كالشيعة والقاديانية والبهائية، وسمعنا عن الشيخ عيسى مدني وأنه يقود نشاطا مكثفا للشيعة، ونسمع أحيانا أنه باحث،وأنه تيجاني، ونريد أن نتبين من أنت؟ وقال يمكن أن تقول أني صوفي، وشيعي، وأنصار سنة، وإرهابي أصولي وكل هذا.. وفي النهاية قال إنه باحث، فقلت له هل تتفق معي كباحث أن الشيعة فرقة كافرة لا علاقة لها بالإسلام،والصوفية تبرأوا منها، وكانت معي فتوى المجمع الصوفي في هذه المسألة، وعند مناظرتي له اكتشفت أن هذا الرجل جاهل،ولا يميز بين الناسخ والمنسوخ، والتحريف، وعرضت عليه بعض كتب الشيعة التي يقولون فيها بتحريف القرآن وسب الصحابة، وبعدها انفض المجلس، والمناظرة كانت موثقة بالفيديو، وتم عرضها في مسجد أبوزبد الكبير، وشاهدها عدد كبير،وهي الآن موجودة على اليوتيوب وقد شاهدها أكثر من اربعين ألف شخص، بعدها أخرج عيسى مدني بيانا وصفنا فيه بالتكفيريين ودعاة الفتنة، ثم ذهب بعد المناظرة يتباكي لحسن نصر الله وشكا أن الوهابية جاءوا وناظروه وحسن نصر الله قال له لا تسمع كلام الوهابية.
* كيف كان أثر ذلك في أبوزبد؟
ــ بفضل الله تعالى جلسنا في أبوزبد أسبوعا كاملا، وتحدثنا في معظم مساجد ابوزبد، وجمعنا العمد والمشايخ وتحدثنا معهم ووضحنا لهم خطورة عيسى مدني، وقاموا بحصر الناس حول عيسى مدني فوجدوهم 122 شخص، وكل شيخ وعمدة التزم بإرجاع أهله وعشيرته من عيسى مدني، وبفضل الله ثم جهود هؤلاء العمد والمشايخ انفض الناس من عيسى مدني، ولم يبق معه إلا القليل من انصاره وبعض أرحامه، لكنه نقل نشاطه بعد ذلك للنهود.
* كيف كان يقوم عيسى مدني بنشاطه الشيعي؟ ما هي أهم أساليبه؟
ـــ كانت لديه مكتبة كبيرة يُغري بها طلاب الجامعة، فاتصلت بعد المناظرة ببعض المحسنين ومنهم الشيخ عماد بكري أبو حراز، وشرحت لهم الأمر وطلبنا تجهيز مكتبة لطلاب العلم هناك، وفعلا اشترينا مكتبة كاملة وقفت عليها بنفسي وأرسلناها إلى إدارة الجامعة في ابوزبد حتى لا يذهب الطلاب مرة أخرى لعيسى مدني.. وأنا أطالب الدولة بإيقاف هذا الرجل ويجب على الدولة التصدي لهذا الشخص، وقد ذهب وفد من هيئة علماء السودان بقيادة البروفسور محمد زيد العرنابي إلى أبوزبد وقابلوا عيسى مدني لكنه كذب عليهم وادعى أنه باحث وليس شيعيا. والآن اهل ابوزبد اتفقوا أن هذا الرجل شيعي وعلى باطل، وعلى الدولة ألا تسمح له بممارسة أي نشاط شيعي، وأمين مكتبة الجامعة بأبوزبد اعترف أمام الطلاب بأنه شيعي، ومثل هذا الشخص يجب أن يُبعد من هذا الموقع حتى لا يؤثر على الطلاب.
* كيف يستطيع الدعاة والمحتسبون وعامة المسلمين من مواجهة التشيع؟
ــ الدولة سنت المادة 125 من القانون الجنائي السوداني ونصت فيها أن كل من يسب أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم او زوجاته رضوان الله عليهن يعاقب تحت طائلة هذه المادة، فعلى الدعاة والمحتسبين محاصرة هؤلاء الشيعة الذين يسبون الصحابة رضوان الله عليهم وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن ورفع أمرهم للمحاكم.
التعليقات 1
شاذلي
09/05/2017 في 2:34 م[3] رابط التعليق
تقبل الله منكم هذه الجهود.